القائمة الرئيسية

الصفحات

منفّذ احكام الاعدام في تونس يروي تفاصيل اعدام “سفّاح نابل”






على هامش ملفها الخاص بعقوبة الاعدام، التقت مجلة «ليدرز» عم حسن، منفذ حكم الاعدام في الناصرالدامرجي المعروف بـ «سفاح نابل» سنة 1994 وهي اخر جريمة اعدام تم تنفيذها في تونس. وروى عم حسن جانبا من تفاصيل تنفيذ العقوبة بالمجلة المذكورة على لسانه اذ يقول عم حسن:
«عندما فتحنا أنا وزميليّ باب زنزانة الناصر الدامرجي (سفاح نابل) هجمنا عليه لوضع يديه وراء ظهره وربطهما بالأغلال… فوجئ بذلك ولكنه سرعان ما استشعر ما سيحصل له. وعندما رفعناه كانت رجلاه تتدليّان وبدأ يردّد بلا توقف: «يا ربي سامحني…يا ربي سامحني».
ثم اخذناه إلى مكتب القاضي الذي كان مرفوقا بقاضيين آخرين وبممثل عن الحالة المدنية الى جانب إمام وطبيب ومدير السجن والمدير العام للسجون وموظفين من المستشفى جاؤوا لرفع الجثة.
طلب القاضي من المحكوم التعريف بنفسه ثم ذكّره بالعقوبة الصادرة ضده بعد اعترافه بارتكاب 13 جريمة قتل ثم سأله ان كانت له رغبات. وبعد إجابة الدامرجي عشنا مشهدا «مضحكا» حيث قال «اطلب من الله المغفرة» فأجابه القاضي دون ان يضحك «أنت ذاهب للقائه، اطلب منه ذلك مباشرة»
وقد ذهل السفاح من هذا الرد ونظر إليّ قائلا: «تحبّني نطيّحلو قدره؟» ثم استعاد هدوءه ليطلب ماء وقام بإفراغ محتوى «الحلاّب» بلا توقف، ثم دخّن اخر سيجارة في عمره.
ويضيف عم حسن: «بعدها، أخذته رفقة زميليّ الى المشنقة ووضعت العصابة على عينيه والغطاء على راسه قبل ان ألفّ الحبل حول رقبته. كانت الساعة حينها تشير الى الثالثة والربع صباحا وكان الصمت يخيّم على أروقة السجن لا يقطعه الا زئير أسود حديقة البلفيدير وكانت وجوه الحاضرين تعبّر عن أحاسيس مختلفة تختلج في صدورهم.
ثم تلقيت اشارة تنفيذ الحكم ففتحت «مصطبة المشنقة» ليتدلى الجاني ويبقى معلقا بالحبل. وكانت العملية لا تدوم في العادة أكثر من 4 أو 5 دقائق قبل ان يسلم  المحكوم عليه الروح ولكن مرت 10 دقائق ولم يمت السفاح وعاينه الطبيب فثبت ان قلبه لازال ينبض فنظر الي الطبيب وكأنه يسألني هل نعيد العملية؟ وفي الدقيقة 13 أسلم الناصر الدامرجي الروح وكأن الله سبحانه اراد تعذيبه دقيقة بدقيقة عن 13 روحا ازهقها.
وبعدها نزعت الحبل الذي كان ملفوفا حول رقبته وحملت الجثة على اكتافي لانزالها قبل ان يحملها فريق المستشفى.
ويضيف عم حسن: « بعد ايام  وصلتني اخبار انه  يوم دفنه بمربع الاجانب (جبّانة الغربة) بمقبرة الجلاز امطرت السماء كثيرا الى حد ان المياه ملأت القبر مما رأى فيه البعض اشارة إلى مصيره وكأنّ الله رفض استقباله تحت الارض. وبعد تنفيذ الاعدام اوصلتني سيارة العمل الى المنزل فتوضأت وصليت صلاة الصبح قبل ان انام. وفي حدود الساعة الثامنة والنصف صباحا دق باب البيت على غير العادة فإذا بإحدى الجارات تعلمنا أنه تم تنفيذ حكم الاعدام في حق سفاح نابل بعد ان سمعت ذلك في الاذاعة .وقد كانت هذه الجارة تعلم انني اعمل في سلك السجون ولكنها كانت تجهل المهمة الموكولة لي تحديدا مثل جميع افراد عائلتي».

تعليقات

التنقل السريع